Saturday, August 29, 2009

بريطانيا تعبر عن حزن عميق على فراق الحكيم

لندن,وكالة الأنباء البريطانية, 28 آب: وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند رئيس المجلس الاسلامي عبدالعزيز الحكيم بانه "رمز العراق" في رسالة تعزية مثيرة للانتباه بعثها الى عمار الحكيم بمناسبة وفاة والده في العاصمة الايرانية بعد صراع مع مرض السرطان قبل يومين.

وقال مليباند في رسالة التعزية إن عبدالعزيز الحكيم لعب دورا بارزا في تحقيق ما وصفه "حرية بلدكم" في اشارة الى غزو القوات الاميركية والبريطانية للعراق واحتلاله عام 2003.

وأضاف وزير الخارجية البريطانية ان عبدالعزيز الحكيم استمر في قيادة الشعب العراقي منذ ذلك التاريخ نحو ما يقول انه "مستقبل ديمقراطي وزاهر".

وكان الاحتلال قد أدى الى مقتل أكثر من مليون عراقي وايجاد مليوني أرملة وتهجير أربعة ملايين عراقي وتدمير البنى التحتية واعادة العراق الى عصر الفقر والمرض والجهل والامية حسب تقارير الامم المتحدة والمنظمات الدولية.

ويلفت الانتباه ان مليباند وجه رسالته الى عمار الحكيم شخصيا قائلا انه, أي وزير الخارجية البريطانية, يشعر "بالحزن العميق لنبأ وفاة والدك".

وكان عبدالعزيز الحكيم نائبا لشقيقه محمد باقر الحكيم الذي كان يرأس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق, وهو منظمة معارضة عراقية أسستها المخابرات ايرانية في طهران عام 1982. وقد شارك عبدالعزيز في جميع الاجتماعات التنسيقية مع المخابرات الاميركية والبريطانية ومسؤولي الحكومتين في لندن وواشنطن للتحضير لغزو العراق واحتلاله.

وكان المجلس الاعلى قد ثبت في دستوره انه يدين بالولاء المطلق "لولي الفقيه الايراني" آية الله الخميني ومن ثم علي خامنئي.


من أسعد ابو خليل
كان هناك برقيّة مزعجة جداً وثقيلة على الأعصاب والمبادئ من حسن نصر الله إلى آل الحكيم. فقد وجد حسن نصر الله أنه من الضروري أن يحيّي «جهاد ونضال (عبد العزيز الحكيم)... من أجل إنقاذ الشعب العراقي المظلوم وإعزازه ورفع شأنه». هذه البرقيّة تستحق تحليلاً عميقاً عن حقيقة هذا الثناء من حزب الله بحق أبشع نموذج لأدوات الاحتلال الأميركي لكلّ احتلال أجنبي دحلانُه، وعبد العزيز الحكيم هو دحلان الاحتلال الأميركي للعراق ـــــ أو واحد من الدحلانيّين الكثر هناك. وسجلّ ميليشيا بدر حافل بترهيب الشعب الفلسطيني في العراق وطرده إلى خيم حدوديّة مقفرة. كما أنه كان سبّاقاً في طلب تقسيم العراق كانتونات طائفيّة وعرقيّة، بالإضافة إلى العداء لحقوق المرأة الذي عبّر عنه الحكيم أثناء مناقشة قانون الأحوال الشخصيّة والدستور. ويتناقل الشعب العراقي أخبار الإثراء المفاجئ والهائل لعائلة الحكيم . وهل يمكن تفسير تأييد حزب يتصدّر مقاومة إسرائيل لأداة من أدوات الاحتلال في العراق بغير نظريّة التعاضد الطائفي المذهبي؟ هل هناك تفسير آخر فاتنا؟ كيف يمكن أن يتحدّث حسن نصر الله عن «نضال» عبد العزيز الحكيم هذا الذي أتى مع دبّابات الغزو وتصدّر السلطة بأمر من بريمر؟يبني حزب الله من طائفيّته (المقصودة أو غير المقصودة ـــــ لا فرق) سجناً له «فيؤتسرُ» (بالإذن من قصيدة «المواكب» لجبران). كيف يوفّق حزب الله بين معارضة (أصبحت خجولة) للاحتلال الأميركي في العراق، وبين هذا التعظيم لواحدة من أدوات الاحتلال التي نفّذت وبحماسة شديدة مخطّط التفتيت الطائفي والاستيلاء على ثروة الشعب العراقي بحماية الاحتلال؟ وموقف الحزب من الاحتلال الأميركي للعراق كان ملتبساً منذ البداية، ولم تزدْه الأيّام إلا التباساً. هذا الموقف، في ظل حماسة سعودية للنفخ في نار الفتنة المذهبيّة وفي ظل سياسة إسرائيليّة ـــــ عربيّة ـــــ أميركيّة لعزو مقاومة احتلال إسرائيل إلى موقف مذهبي، يعزّز دون قصد منه تقويض موقف المقاومة العام في منطقتنا.

السفير -اسعد شرارة

رحل من رحّب بالاحتـلال وســوّق مشروعه لتقسيم العراق إلى فيدراليات طائفية، كما نظيره «الحكــيم»، والذي حملته الدبابة الأميركية مع مَن حملت من أتباعها، كلص المصارف أحمد الجلبي، إلى سدّة مجلس الحكم الذي شكّله بول بريمر، الحاكم العسكري للعراق بــعد سقـوط نظام صدام حسين، ثم عيّنه رئيساً لهذا المجلس.
رحل عبد العزيز الحكيم، وهو الذي كلّفه أخوه محمد باقر الحكيم بمهمات مشبوهة، بعدما نأى بنفسه عنها، فترأس وفد «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» إلى البيت الأبيض، تحضيراً لمؤتمر لندن العام 2002، الذي مهّد لاحتلال العراق وآزر بوش في غزوه.
عندما صرّح بوش بأنه مستعد لسحب جيوشه من العراق، زاره في البيت الأبيض وطلب منه ألا يفعل.
المستغرب والأغرب أن ينعى حزب الله، الحكيم، بوصفه «مجاهداً ضد الظلم»! ألم يصف السيد حسن نصر الله بوش بنمرود العصر؟ فكيف يصبح مجاهدا من عمل صبيّاً للنمرود وإمّعةً له في احتلال بلده؟ قال الله في قرآنه الكريم: «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكُمُ النار».
فهل مرّ ظلم على العــالم أفظع من ظلم بوش وإدارته؟ ماذا عن شرف العراقيات المسفوح في سجن أبو غريب؟ وماذا عن المسجونين العراقيين المعلّقين بسلاسل الكهرباء في هذا السـجن؟ وماذا عن كل شهداء العراق على يد هذا الاحتلال؟ ألم يكن للحكيم نصيب من دمهم بتعاونه مع هذا الاحتلال؟
ثم كيف يكون مجاهداً مَن دعا وعمل على تقسيم بلاده إلى فيــدراليات طائفية، تنفيذاً لأجندة الاحتلال، ليســتأثر هو وجماعته بنفط جنوب العراق ووسطه على حساب وحدة بلده وشعبه؟ نحن شعب يناصر المقاومة التي أشرقت شمــسها نبراساً وقدوة لكل الأحرار في العالم، نأبى أن تتبنى شخصاً أو تنعاه مثل الحـكيم، ألم تقل يا سيدنا: إن العمالة لا دين لها ولا طائفة؟
لا أحد يشك في ظلم صدام حسين ونظامه وقمعه لشعبه، ولكن هذا لا يبرر التعامل مع الاحتلال. فها هم شرفاء العراق وأحراره، ممن لم يضعوا يدهم بيد الاحتلال، وكانوا في الوقت نفسه ضد نظام صدام حسين، يقاومون الاحتلال بلحمهم الحي. إن العميل عميل، حتى ولو كان يعتمر عمّة رجل دين، ويدّعي أن جدّه رسول الله.