Wednesday, September 9, 2009

اعزائي القتلة !

كتابات - هادي الحسيني

من ينظر للمشد السياسي داخل العراق بكل احزابه الدينية ، سنية كانت ام شيعية ، او الاحزاب التي تدعي الليبرالية عربية كانت ام كردية ، سيخلص الى نتيجة واحدة مفادها ان هذه الاحزاب والتكتلات التي جاءت بعد سقوط نظام البعث الدموي هي ليست باحزاب كما عرف عن تاريخ الاحزاب الوطنية في العراق باستثناءات قليلة مثل الحزب الشيوعي العراقي الذي انجرف هو الاخر بنفس الموجة والتيار لتمضي قافلته كما احزاب العراق الجديد ، الامر الذي فقد هذا الحزب تاريخه الكبير واصبح من دون رصيد جماهيري يذكر ! ولعل هذه المجاميع اذا جاز تسميتها هي عبارة عن عصابات او مافيات متخلفة تعمل في النهار باسم القانون وتتحول في الليل الى مافيات هدفها تدمير الاقتصاد العراقي من جهة وقتل الابرياء بحجج واهية من الجهة الاخرى ، وحينما يشتد الصراع ما بين عصابات تلك المجاميع عند قرب اجراء الانتخابات النيابية ، يقوموا بافتعال السرقات التي يرافقها القتل المتعمد مع سبق الاصرار والترصد ليتمكنوا من الحصول على اكبر كمية من الاموال وليتوفر لديهم عامل القوة وهو المال في دعم ترشيحهم الانتخابي ، وحوادث سرقة البنوك ً خير دليل على ذلك . كما وان سيطرة العديد من تلك المجاميع على انابيب النفط في الجنوب والشمال وسرقات عائداتها لتذهب الى رصيد هذا الحزب او ذلك ، وإلا كيف نقيم حالة الثراء التي اكتسبتها حثالات هذه الاحزاب التي تحكم في العراق اليوم في الوقت الذي كان ياتي الجعفري والمالكي على سبيل المثال الى العاصمة اوسلو لجمع التبرعات الخاصة بحزب الدعوة !

وينطبق الحال على كل الاحزاب التي تحكم داخل المنطقة الخضراء الذين اصبحوا خلال سنوات سقوط النظام يمتلكون المليارات في بنوك سويسرا ولندن ، كل هذه الاموال جاءت عن طريق قتل الانسان العراقي ! ان الحرب الطائفية التي اجتاحت العراق في عام 2006 ما بين السنة والشيعة جعلت من الطرفين ان يمتلوك اموالا طائلة على حساب جثث الفقراء من ابناء العراق وتحت شعارات واغراض هدفها تفرقة المجتمع العراقي وتقسيمه الى طوائف وكونتونات سياسية كما افرزته الانتخابات النيابية الماضية فتم تقسيم العراق الى شيعة وسنة واكراد !

ان الغالبية العظمى التي تجلس داخل البرلمان العراقي وتتسلم المناصب في حكومة المالكي الحالية اعترفوا القتل والذبح والتفجير بالضد من ابناء وطنهم من اجل الحفاظ على مكاسبهم السياسية التي وصلوا اليها في ظل القوات الامريكية التي جاءت لتسقط النظام الدكتاتوري حتى تضمن سيطرتها التامة على منطقة الشرق الاوسط وثرواته النفطية !

ليس القاتل هو فقط من يحمل السلاح ويطلقه على شخص ما ويورده قتيلا ، انما الذي يحرض على القتل هو قاتل ايضاً ، فيا ايها البرلمانيون والسياسيون والوزراء والرؤساء لقد سالت دمائنا على مدى السنوات العجاف السبع وانتم تنعمون بثروات البلاد وفي قتل الانسان من دون اي مبرر ، فمتى تنتهي هذه السحابة السوداء التي خيمت على العراق بفضلكم يا اعزائي القتلة !