لا نهاية في الأفق: فيلم وثائقي حول احتلال العراق
No end in Sight a documentary film by Charles Ferguson about the war and occupation of Iraq.
من الانترنت إلى العراق.. كانت هذه هي رحلة تشارلز فيرجسون الذي أنتج وأخرج عمله الوثائقي الأول
يرسم الفيلم الوثائقي صورة دقيقة وناقدة بحدة لإدارة الولايات المتحدة للوضع العراقي بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في 2003، حيث يظهر الفيلم انعدام التحضير المسبق والقرارات المتسرعة والتحليلات غير الدقيقة وكمية هائلة من الأخطاء.
وقد أنتج وأخرج الفيلم فيرجسون، 52 عاما، والذي صرف عليه من ماله الخاص مليوني دولار.
وكان فيرجسون، وهو باحث كبير سابق في معهد بروكينجز، قد جمع ثروة كبيرة من بيعه لبرنامج FrontPage الخاص بتطبيقات الانترنت إلى شركة مايكروسوفت عام 1996 مقابل 133 مليون دولار.
وقد حاز فيلمه الأول على جائزة مهرجان "صاندانس" السينمائي والذي أسسه ويشرف عليه النجم الأمريكي الكبير روبرت ريدفورد ويعتبر قبلة صانعي الأفلام الوثائقية والمستقلة في العالم.
حاز الفيلم على جائزة مهرجان "صاندانس" السينمائي الذي أسسه روبرت ريدفوردشهادات سبعين شخصا
ويلقي الفيلم للمرة الأولى الضوء على النقاط الهامة في تاريخ الاحتلال الأمريكي والأخطاء التي ارتكبت في السنة الأولى للاحتلال وترتبت عليها انعكاسات خطيرة.
وقد استند الفيلم إلى شهادات سبعين شخصا شكلوا جزءا من هذه المرحلة الأساسية.
وتناول مخرجه ومنتجه فيرجسون بدقة القرارات التي اتخذتها السلطة المؤقتة للتحالف مثل تفكيك الجيش واجتثاث حزب البعث من الإدارات والمؤسسات الحكومية وفشل السلطة المؤقتة في منع عمليات النهب واسعة النطاق التي شهدتها بغداد بعيد سقوطها.
وكانت نتيجة هذه القرارات مدمرة، بحسب الفيلم. وكتبت صحيفة "فاريتي" في نقدها للفيلم أنه "حتى الجمهور الأكثر امتلاكا للمعلومات سيصاب بالذهول".
وأكد فيرجسون أن فكرة الفيلم ولدت نتيجة رد فعل على التغطية الإعلامية الخاطئة على حد قوله التي اعتمدتها وسائل الإعلام للحرب في العراق.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه بصفته اختصاصيا في العلوم السياسية ويملك صداقات كثيرة بين خبراء في السياسة الخارجية شعر بالاستياء نتيجة نوعية التغطية. فيرجسون: أصبت بالذهول..
وقال فيرجسون إن "هناك عددا كبيرا من الكتب الجيدة حول العراق إلا أن عددا قليلا جدا من الأميركيين يخصصون ست أو ثماني أو عشر ساعات من وقتهم لمطالعة كتاب من 400 صفحة
أضاف أنه "لا يمكن تكوين فكرة عامة جيدة عن مشكلة معقدة عبر متابعة التلفزيون أو قراءة صحيفة".
وأقر فيرجسون باندهاشه من الحقائق التي وجدها خلال صنعه الفيلم وقال: "كنت على اطلاع على معظم الوقائع العامة لكن عندما علمت إلى أي حد كان تصرف الإدارة غبيا ومجنونا كدت لا اصدق" وذكر على سبيل المثال قرار رئيس السلطة الأميركية المؤقتة على العراق بول بريمر بتفكيك الجيش العراقي.
واعتبر هذا الإجراء في ما بعد احد أسباب تقوية حركة التمرد "إذ أن آلافا من الشبان العراقيين المدربين عسكريا بشكل جيد وجدوا أنفسهم من دون عمل، ما أسهم في انخراطهم في العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية الموجودة في العراق".
وقال فيرجسون إن "بريمر اتخذ هذا القرار بناء على توصيات وولتر سلوكومب (مستشار السلطة المؤقتة) في وقت لم يكن أي من الاثنين عاش من قبل في العراق، كما كان بريمر قد تسلم منصبه قبل تسعة أيام فقط".
وتابع قائلا إنه "حصلت أمور عديدة من هذا النوع" نافيا سهولة توجيه الانتقادات إلى الإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش بعد مرور وقت على حصول الأحداث، حيث قال فيرجسون إن "غالبية الخبراء كانوا يدعون إلى اعتماد نهج مغاير حتى قبل هذه الأحداث".
وقال إن السؤال الأساسي المطروح هو حول ما إذا كان يفترض أن يحاسب مهندسا الحرب الأساسيان وهما وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد ومساعده بول ولفوفيتز يشار إلى أن المسئولين السابقين رفضا الإدلاء بأحاديث لفيرجسون لإدراجها في الفيلم.
وقال المخرج: "لا شك أن التاريخ سيحكم عليهما بقسوة وقد بدأ ذلك منذ الآن.. إلا أنني أتردد في التوصية أو في اقتراح ملاحقات قضائية في قرارات تتعلق بالسياسة الوطنية مهما كان اثر هذه القرارات كارثيا". ".
وردا على سؤال عما إذا كان فيلمه كشف حتمية اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى إقالات مسئولين قال فيرجسون "هل الإهمال إلى حد يصعب تصديقه والغباء يستدعيان مثل هذه الخطوة؟ لا أعلم.. لا أعلم حقا