أطوار بهجت
شهود المعاضيدي الاحياء لماذا لاينطقون ؟؟
سلام مسافر
لايصعب ، حتى على حسني النية ، تفسير اكذوبة الناطق باسم وزارة الداخلية ، بشان " الكشف " عن قتلة الصحفية اطوار بهجت . فقد تزامن " الكشف المبين " مع فضيحة السطو على بنك زيونة ، والتستر على حزب " فخامة " نائب رئيس الجمهورية .
لكن من الصعب ، تفسير صمت الاستاذ حسين المعاضيدي ، منذ فاجعة اطوار؛ على معلومات يقول انه استقاها من الشاهد الحي الوحيد ، مهندس جهاز البث ( (sng ومن ضابط شرطة يقول انه يلوذ بدولة اسكندنافية .
صحيح ان كاتب مقال " اطوار تذبح مرتين " يفسر اخفاء المعلومات بالحرص على حياة الشهود الاحياء ، ولكن من غير المعقول ان تكون حياة هؤلاء ، غدت بمامن فجاة . وبالذات هذه الايام .
المعلومات الواردة في المقال ، الذي لا ادري لماذا وضع له الاستاذ المعاضيدي ، عنوانا يناسب مقالات الراي او التعليقات ، ما اضاع الكثير من اهميته المعلوماتية ، خطيرة للغاية ، وترقى الى فتح ملف جنائي بحق اشخاص كثيرين لايزالون في سدة الحكم ، وقناة فضائية ، يقول انها تسترت على تفاصيل الجريمة ، وعقدت صفقة" خيرة " مع القتلة ، مقابل السماح لاسرة اطوار بالنزوح من العراق .
مقال الاستاذ المعاضيدي ، ينقل شهادة حي يعرف من هم القتلة ، وينسب الى ضابط
شرطة ، اعترافا بان وزير الداخلية وقتها ، اوعز لمفرزة بقطع الطريق على فريق اطوار الصحافي وقتلهم وانتزاع الشريط الذي سجل حديثا بين " صولاغ " واربعة مشتبه بهم محتجزين " بلغة دخيلة " ثم امر بتسريحهم .
ليس مفهوما لماذا ، يغلف الاستاذ المعاضيدي ، كشفه الخطير بكل تلك العبارات
الانشائية ، والاستشهاد بالصحابة ، في وقت كان يتعين نقل ، شهادات الاحياء ، حرفيا ، وليس الاستغراق بحكم ودروس التاريخ . فالامر لايتعلق بتحقيق تاريخي عن قتلة عثمان او علي ، بل عن واقعة حصلت في عصر الانترنت والفضائيات . ولايحتاج القتلة الى دروس التاريخ ، مثلما لانحتاج نحن زملاء اطوار ، في بحثنا عن المجرمين ، الى استشهادات تاريخية .
المكلومون ، بمقتل اطوار ، وفي المقدمة ، اسرتها الكريمة ، يريدون معرفة الحقيقة . وليس افضل من شهود الاستاذ المعاضيدي ، من يريح قلوبهم ، بالكشف عنها .
لكن الكاتب ، المفعم بالاخلاص للقضية ، اضاع علينا ، " فرحة " الاكتشاف في المسافة الرمادية بين ادراج الحقائق والشهادات ، وبين المرثية ، التي لاتحتاجها، لا روح اطوارالطاهرة ، ولا لواعج محبيها المكلومين بفقدها الفاجع .
اتمنى على الاستاذ المعاضيدي وعلى منظمتنا ( كتاب من اجل الحرية ) ان تجعل من ملف جريمة اغتيال اطوار وزميليها المصور عدنان عبد الله ومهندس الصوت خالد محسن ، عنوانا لحملة تطالب بتحقيق دولي في الجريمة بمعونة شهود الاستاذ المعاضيدي .
ان لم نكن نحن فمن ؟؟؟؟