ابو ريشا ينفذ رغبة المالكي باغتيال الشهيدة الدكتورة سوسن القيسي
باسم كل إنسانٍ لم يتعرَّ من إنسانيته باسم كل مقارع للاحتلال بقلم او بندقية ، باسم كل كاتبٍ وأديبٍ ومثقف، اتقدم بالتعازي الإنسانية إلى ذوي الشهيدة الدكتورة سوسن القيسي ، وأبارك لهم شهادتها ، الى جنة الخلد ايتها العراقية ، الشريفة ، الاصيلة ، الطاهرة ، الباحثة يا سلسلة الكرام والاكارم ، سوسن قنديل جديد ينير لنا درب مقارعتنا للاحتلاليين الامريكي والايراني ، واليكم التفاصيل ، شهدت الساحة المقارعة الادبية للمحتل في الانبار حراك كبير بعد ان بدأت الدكتورة الشهيدة بنشر مقالاتها الهادفة التي تدافع بها عن سمعة عشائر الانبار الابية مما قد يعلق بأحذية شرفائها من النفوذ الصحوجية والدعوجية في هذه المحافظة المجاهدة ، الامر الذي احرج ابو ريشا اما سيده الصفوي المالكي لا اقام الله له ملك الى يوم الدين ، وتامر الاثنين على الشهيدة التي كانت ناجحة الى حد بعيد للتخفي وراء اسم حركي لكن لقبها العلمي وتوجهها الوطني اوصل الجناة لها ، وبعد ان تسرب الخبر الى الشهيدة من خلال احد المقربين من ابو ريشا تربطه بها صلة قرابة قامت باخراج ولديها وابنتها الى الاردن على عجالة حيث زوجها يعمل منذ فترة هناك وتخلفت هي لانقاذ ما يمكن انقاذه من تعب العمر لكن فرق الموت الصحوجية كانت اقرب لها من الحدود فزرعوا في جسدها الطاهر اربعة اطلاقات غدر استقرت في رأسها ورقبتها لتستقر اسماء الجناة في قوائم الخسة والعار الى يوم يبعثون ، لم تكن تعلم الشهيدة سوسن أنها حين تعود للبيت لجمع بعض الاوراق الرسمية سيظفر بها الجناة كما عهدناهم جبناء التوجه والمواجهة حتى امام امرأة بلا سلاح سوى قلمها وايمانها بان العراق لا يقوده سوى الشرفاء ، كنت قد قابلتها منذ عامين في مكان ما، وقبل أسابيع رأيتها في بيتها وتحدثت إليّ وحدثتها، قلت لها أن وجهها وجه عروس رغم ان الباري عز وجل قد رزقها بثلاث اطفال وزوج محب ، سرت باتجاه الباب وهي ترافقني، وودعتني بضحكة وأُلفة، وقد وعدتها بأن أزورهم في مرة قادمة، سوسن القيسي كانت تتسلح بقلمها لمقارعة اخطبوط شرس لا يفرق بين بشر او شجر او حجر، ولا يضع حدوداً لطفل ولا تقديراً لشيخ كبير، أو امرأة في منتصف عمرها تبحث عن الأمان في بلد اعطته عمرها وعلمها ، لكن عطائها ليس له وزن في نظر الجبناء والسماسرة ، لطالما ضحكت بعفوية طفلة من جهل عملاء الاحتلال ، وطالما بكت من اجل العراق بدل الدمع دم ، لكن هذه المرة الحدث فاق كل التوقعات وكل الظنون ، الحدث في هذه المرة اغتيال وقتل عمد، الحدث إنسان يموت دون نفسه وارضه وماله وشعبه وتأريخه ، الحدث شهيدة مغدورة في حضن دارها واما مرأى ومسمع من جيرانها برصاص غادر جبان ، ما ذنب عمرها الصغير وجلبابها الأسود؟ ما ذنب حلم في عقلها وأمل؟ ما ذنب جدران البيت كي تحرم صوتها كل صباح؟ هل تدمع العين أم يدمع القلب، أم ينهار العقل فيبكي لا بل يصرخ ويصب الآهات في كل شارع بعدد كلمات سوسن القيسي ، لماذا تقتل سوسن، ويتراشق دمها ويختفي لونه في السواد؟ ولماذا تختفي الحقائق في مدننا و شوارعنا وبيوتنا ، ولا أحد يعلم ولا أحد يتحمل مسئولية فعلته ، أعتذر منك يا سوسن واعتذاري لا يجدي ... أعتذر لأن الدم الذي تناثر من جسدك حتى اندفع من فمك لم يكن دماً بل كان لوناً أحمراً فحسب ، أعتذر لأن الرصاصات التي اخترقت جسدك الطاهر ليس لها مصدر ، سامحينا في بيت العزاء الذي لم يفتح ... ولا تجزعي ولا تحزني قاتلك يا سوسن في ظلم اعمى ، الغدر في عينيه والحقد في قلبه ويديه والموت يسري في شرايينه ... قاتلك سوسن لن يترك آمناً ، ستدك فراشه كل يوم آيات كريمات من كتاب محكم التنزيل من رب العالمين " بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ "،ومهما طال به الزمن ومرت عليه السنون لن يفلت من عقاب كبير وعاقبة وخيمة ليس من بشر ولكن من رب كبير لا يغفل ولا ينام ، اعذريني وإنا نحتسبك عند الله شهيدة ، وإن الله لا يضيع عباده ، حسبي الله ونعم الوكيل