((لم نغادر الموصل ولم نترك ارض آبائنا واجدادنا((
ججو متى موميكا كندا
(( أنا صلبت للمسيح والمسيح صلب لى ((
شهيد الكنيسه المسيحيه وشهيد الوطنيه الحقه وابن الموصل البار المطران (( فرج رحو )) استشهد فى 12 آذار عام 2008
حيث تمر علينا الذكرى الثانيه لاستشهاده وقلوب العراقيين اسلاما ومسيحيين من ابناء الموصل الصامده مدينة الشهداء والضحايا وهى لمّا تزل تدفع دماءا غاليه على قلوب ابنائها فلم يكن دم الشهيد الاب رغيد كنى ورفاقه المؤمنين ولادماء الاب بولص اسكندر ولا دماء الشهيد وأب الشهداء المطران فرج رحو التى روت تراب الحدباء ليمتزج بعبق واريج نينوى وعطرها فكان نبراسا لرسالة الاخوه والمحبه وثمرة اينعت بعد ان زرعها الشهيد الراحل فى بساتين نينوى ةحقولها لتنبت اجيالا متحابه ومآخيه بعد ان احبه مسلموا الموصل برجال الدين والائمه والمؤمنين فكانت البسمه
تعلو شفاههم وهم يلتقونه قرب كنيسته التى كان لايبرحها محتضنا المؤمنين فى قاعاتها يتضرعون لله الواحد الاحد ان يحفظ العراق وشعبه وخلاصهم من محنتهم ليعود السلام الى بلدهم .
مطراننا الجليل : عرفناك شجاعا مؤمنا محبا غيورا على مدينتك وعلى وطنك وعلى شعبك المؤمن لم تهزّك الاحداث ولم تطاطىء راسك او تستسلم للاقدار او للحدث مهما بلغت شدته استشهدت من اجل غيرتك على ملكوت الله فجاهدت من اجلها .
وهل اقسى من احداث الموصل واستمرار نزيفه وانت تقف شامخا كالنخلة لاتهزك الملمات والمصاعب فكنت مغوارا صامدا عنيدا مضحيا من اجل مدينتك الحدباء الباسله ام الشهداء ومدينة الرسالات والديانات ومثوى الانبياء والصديقين والقادة الاجلاء مدينة يونان والنبى شيت وسنحاريب التى وقفت بوجه نادرشاه وصمدت فنقش تاريخا فى سجلات الاسفار ...فكنت مثالا للاخوه بين شعب الموصل بكل طوائفه دون تمييزاحببت المسلم والمسحيى بميزان واحد لان الموصل احبتك منذ نشاتك واختيارك طريق الالام مقتديا برسولك رسول السلام والمحبه فكان حبا جمّا عنيفا غمرته لمدينتك
فلم تبرحها فكانت هتافك يعلو (( لن نبرح مدينتنا مهما بلغت التضحيات لان الموصل امنا وابينا )) هكذا خاطبت شعبك بكل طوائفهم تزول الغمامه وتنقشع بان يصبروا ريثما تضع الاحداث اوزارها وتنفض الموصل غبار الحدث وتسكت آهات اليتامى وانين الارامل ويكفكف المفجوع دموعه جراء مالحق بشعبها من ويلات شأنها شأن معظم المدن الاخرى بسبب احتلال بلدنا ... ابونا الشهيد ما اروع وقفتك وجهادك من اجل اخوتك وابنائك ولم تكدر الاحداث مقامك وصلابتك رغم قساوتها ولم تثلمك الملمات رغم شدة المآسى التى حصلت فى مدينتك وانت تشاهد الذئاب يفترسونها عن قرب وهم
يكشّرون انيابهم للانقضاض على اية غنيمه وضحيه يغتالونها من اجل اهداف خبيثه وشريره يسفكون دماءا عزيزه وزكيه طاهره بعيده عن اجندتهم واهدافهم يغتالونها بلا ذنب او سبب وهكذا تسفح الدماء بلا طائل لتحل الكارثه فى بلدنا الدماء التى سالت ولازالت
شهيدنا الجليل المطران فرج رحو رغم انفلات الامن وغيابه كان يقيم المراسيم والقداديس وسط تلك الظروف دون خوف او رهبه كان يلتف حوله المؤمنين والمصلين كل يوم وليس ايام الآحاد فحسب ...كان يعظ المؤمنين ويشدهم للبقاء فى مدينتهم وعدم مغادرتها رغم الشدائد والمخاطر ويشجعهم على الثبات لان الدين السماوى السمح وسيدنا يسوع المسيح اوصانا ان نصمد وان نتحمل ونثبت فيه فمن يقتل الجسد لايستطيع ان يقتل الروح هكذا اوصانا سيدنا ...فكانت كلماته وارشاداته وعظاته بلسما لجروح المضطهدين والمعذبين من اجل اوطانهم ومبادئهم .
الشهيد فرج رحو شاهدته ضاحكا مبتسما يوم ضربت كنيسته وهو يصافح امام احد الجوامع القريبه من كنيسته يواسيه على المصاب من جراء تهديم كنيسته وكانت تلك الحادثة اشارة وتهديدا لسيادته بأن امرا خطيرا سوف يحدث ولكنه لم يكترث ولم تلين عزيمته فاستمر فى عطائه لبنيهّ وشعبه رافعا اكفّه الى السماء وهو يردد (( يارب احم عبدك المؤمنين وارحمهم انت العطوف الرحيم ((.
نم قرير العين يا ابا الشهداء فى مدينتك ام الربيعين ومثواك الجنة خالدا وذكراك محفورة فى قلوب ابنائك واخوتك ...ولتطمئن روحك الطاهره فان قاتليك لم يهنأوا فى جريمتهم وسيعذبهم الله فى نارجهنم
طوبى لك يانقى القلب لانك تعاين الله طالبا رحمته ...طوبى لك ومحبوك ابناء الموصل فقدوك ابا رحوما وشفوقا ورحوما وبارّا للجميع ودون تمييز ...
ابى الجليل :
قتلوك لكنهم لم يقتلواالشهامه والمحبه فى مدينتك وبين ابنائك.
قتلوك لكنهم لم يقتلو روح التسامح والمحبه والالفه بين ابناء الموصل اسلاما ومسيحيين
قتلوك ليخيفوا شعبك المؤمن الصابر ليبرح مدينته ويتركوا كنائسهم لكنهم عادوا اليها حاملين اغصان الزيتون
قتلوك من اجل غلق كنائسك واديرتك واخلائها من المؤمنين لكن يئسوا فسقطوا تحت رحمة ابناء الموصل الاصلاء بحمايتها اسلاما ومسيحيين فعمّروا ماتهدم منها وهاهى صلبانها شامخه تعانق منائر الحدباء ومساجد الموصل مرة تدق نواقيسها واجراسها وتارة يؤذن الامام مرددا الله واكبر وهكذا فشل القتله والارهابيون ولن ينالو من عزيمتك وصلابتك يا شهيد الصليب وشهيد منبر الموصل والناطقين برسالاتها السماويه فنم هنيئا ابانا الشهيد ونحن نصلى من اجلك لتبقى ذكراك عالقه فى قلوبنا وعقولنا .
((طوبى للمضطهدين من اجل البر فان لهم ملكوت السماوات ((
ججو متى موميكا كندا
منقول عن شبكه الرافدين الاخباريه