الحمار أكل الدستور !!
أبو سارة – نيسان 2010
في المسرحية الكوميدية السياسية السورية ( ضيعة تشرين ) والتي تدور أحداثها قبل حرب تشرين عام 1973، قال: مختار القرية ( الفنان دريد لحام - غوّار الطوشي ) إن الحمار أكل الدستور... وحينها يتساءل غوّار باستغراب مرة ومتفاخراً مرة أخرى ... عفية على هيك حمار، هضم هيج دستور .
انتقد على الانترنت موقع مجلة " كريستيان ساينس مونيتور " الأمريكية بتاريخ 6 / 4 / 2010 مقولة الديموقراطية المتنامية في العراق، التي تجعل من سنوات الحرب السبع والاحتلال، عملا مستحقا، مشيرة إلى أن الحرب كلفت الولايات المتحدة أكثر من( 700 ) مليار دولار حتى الآن، ونحو( 4400 ) قتيل أمريكي. وأكثر من (31 ) ألف معاق جسديا، وعددا لا يحصى من المضطربين نفسيا – وبظمنهم الرئيس الأمريكي السابق " بوش الابن "- كما انتقدت المجلة الأمريكية قول بعض المراقبين أن انتخابات السابع من آذار/ مارس 2010، تشكل دليلا على إمكانية نجاح عملية الترويج للديموقراطية من خلال الاحتلال العسكري.
وأضافت أن " الحرب تسببت بإضعاف سمعة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي والتي كانت هشة أصلا، مذكرة بموقف الولايات المتحدة التاريخي من ممارسات حزب البعث العراقي سواء ضد الشيوعيين العراقيين في العام 1963، وصولا إلى الدعم الأمني والعسكري للنظام السابق في حربه ضد إيران".
وختم المقال بالإعراب عن الأمل بان تكون الولايات المتحدة قد تعلمت " الدروس الصحيحة " وان تتحسن حظوظها في الشرق الأوسط خصوصا بالنسبة إلى ملايين الأبرياء الذين شردوا بسبب النزاعات والحروب ...الخ"
تردد القيادة الحالية لحزبنا الشيوعي العراقي دائماً إن الوقائع قد أثبتت ( صحة سياسة حزبنا ) وهكذا يردد التابعون لها ( تبرير إلللامبرر )... وإن أعضاء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي يتباكون اليوم على حظهم وغيرهم ممن كانوا ولازالوا يرقصون ( ألهيوة ) مزمرين ومطبلين لانتصارهم بمساندة العدو الإمبريالي الأمريكي في غزو واحتلال العراق قبل وبعد وقوعه وانتهاءً بمشاركتها فيما سميت بالانتخابات لهذه السنة 2010 والتي كانت فضيحة مكشوفة بالنسبة لها بعد دخولها تلك الانتخابات بقائمتها ( 363 - إتحاد الشعب ) دون أن تحصل حتى على مقعد واحد من مقاعد مجلس النواب ( البرلمان ) ولا ندري ما هي نوعية وكمية الانتصار الذي يتحدثون عنه !؟. بدلا من النزول للشارع وإلى مستوى الجماهير والتعلم منها... والأكثر غرابة هو أن جميع أصوات أنصار ومؤيدين قائمة ( 363 - إتحاد الشعب ) وبفضل هذه القيادة الفاشلة قد وزعت على الأحزاب الظلامية والعنصرية والعشائرية!!... وجيب ليل وأخذ عتابه!
يقول عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ( حسان عاكف ) : " إن تجربة الانتخابات الأخيرة ونتائجها، والمتعلق بأوضاع حزبنا الشيوعي العراقي، يؤكد ان السياسات و التوجهات و البرامج مهما بدت صائبة و صحيحة تبقى على الدوام بحاجة الى التدقيق و التجديد و البحث عن الآليات المناسبة والمعبئة و المحرضة لترجمتها في الواقع الاجتماعي، إلى جانب حاجتها الماسة إلى كوادر حزبية و جماهيرية و نقابية متخصصة، كوادر تجيد فن العمل الجماهيري المنظم المستمر والمستدام وسط الناس، العمل الجماهيري الاجتماعي والخدمي والمطلبي وليس السياسي وحده. و على الحزب و منظماته مواصلة الغوص في المشاكل الحقيقية للمجتمع و طرح حلول مناسبة قابلة للتطبيق لتلك المشاكل، خاصة مشاكل الحد من البطالة و توفير فرص العمل و تأمين التعليم و الصحة والإسكان والخدمات وبشكل خاص الكهرباء والماء والصرف الصحي، و معالجة قضايا المرأة والشباب و إنصاف المفصولين السياسيين وعوائل الشهداء، و تطوير العلم و التكنلوجيا و بناء قاعدة علمية و تقنية متينة تساهم في تنمية البلاد اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و ثقافيا، إلى جانب مواصلة النضال لاستكمال السيادة و الاستقلال.".- 3 / 4/ 2010 موقع طريق الشعب.
تعليق: ونحن نقول أين ذهبت تجربة وخبرة ( 76 ) عاماً من النضال!!؟... ( جا وينه حجيك ذاك وإزماطك إنا ) !!!
وجاء في موقع ( طريق الشعب ) بتاريخ 7 / 4 / 2010 تأكيدات عضو آخر للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ( رائد فهمي ) يقول: " أن الانتخابات الأخيرة شابها الكثير من السلبيات والنواقص، منذ الشروع بتعديل قانونها الانتخابي وصولا إلى نتائجها والتداعيات السياسية المترتبة عليها، وعبر ( فهمي ) عن أستغرابه حصول قائمة "اتحاد الشعب" على عدد من الأصوات يقل عما حصلت عليه في انتخابات عام 2005، وقال إن حضور الحزب اتسع على مدى السنوات الخمس الأخيرة ليشمل جميع محافظات ومدن العراق، بعد أن كان العديد من المناطق والأحياء مغلقا تماماً أمامه، وأشار إلى أن المراقبين والمتابعين السياسيين والإعلاميين يشيرون إلى أن نشاطات الحزب وفعالياته غدت أوسع كثيرا واجتذبت جمهوراًً متزايداً، وذلك ما أظهره الاجتماع الجماهيري الذي دعت اليه قائمة "اتحاد الشعب" قبل الاقتراع بيومين في ملعب القوة الجوية والذي حضره أكثر من خمسة عشر ألفا من المواطنين، مثلما أكدته احتفالات الأيام الأخيرة.
وأضاف فهمي: " إن مجمل هذه المؤشرات، إلى جانب ما توفر من معطيات وقرائن لدى مختلف القوائم حول عمليات التلاعب والتزوير والخروقات التي صاحبت العملية الانتخابية، إنما تؤكد عدم حصول قائمة "اتحاد الشعب" على الأصوات الممنوحة لها والتي تستحقها."- 7 /4/ 2010 موقع طريق الشعب.
تعليق: لماذا هذه الخيبة والإخفاق والغش والخسران يا " شاطر " إذن!!؟.
أن غزو واحتلال العراق يظل خطيئة بل وجريمة كبيرتين لا تبررهما ديمقراطية الانتخابات الهزيلة مهما كانت التبريرات فهي: انتصار أعوج ومزيف، حيث أن التكلفة الاقتصادية والسياسية والأخلاقية للاحتلال تفوق أية مكاسب وهمية يتحدث عنها أولئك المتسترون بعمامة الاحتلال وما حمله من خراب ودمار للعراق .
والغريب أن نسمع في هذه الأيام من بعض الضالين والمتنفذين الانتهازيين ولغرض التخفيف عن كاهلهم وما أصابهم من فشل سياسي مريع وعار الهزيمة إنهم يقولون ( تعالوا – أدخلوا ) للعملية السياسية تحت ظل الاحتلال أو شكلوا تنظيما خاصا بكم، وهم غير قادرين على إصدار بيان بإسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لإدانة الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق في ذكراه السابعة...نحن نعيش أشد سلبيات هذه المرحلة فضاعة من احتلال أمريكي وحكومات عميلة تابعة يتزاحم أفرادها على كراسي الحكم والمشاركة في نهب أموال الشعب واستعباده.
إن قيادة الحزب الحالية ليست غافلة عما أصاب شعبنا من مآس وكوارث وهي تعلم علم اليقين ما يملكه شعبنا من طاقات وما يختزنه من تجارب ومن مناضلين ومفكرين... فهذه القيادة المرتدة والمنحرفة عن مباديء الحزبية والثوابت الوطنية نقلت الحزب من هزيمة إلى أخرى بعدما وجدت من يسير تحت شروطها المذلة في الحصول على الرواتب التقاعدية الباطلة أصلا.
مربط الفرس: إن ( المكتب السياسي ) نايم ورجليه بالشمس... اشلون ما يعرف بالانتخابات ونتائجها؟ ولا بقواه التنظيمية الأساسية، ولا بالخدمات التي يحتاجها المواطن...الخ!! عفية على مثل هيج قيادة تهضم هيج ( احتلال ) وهيج ( ديمقراطية ) وهيج ( أنتخابات ) وهيج ( فشل ذريع ومتكرر) ولكن الحقيقة أنها أي هذه الـ( قيادة ) فقدت ( الحمار والدستور ) فالانتخابات العراقية التي جرت في آذار من هذا العام 2010 تشير تماماً إلى ( عرس البزازين – القطط ) ...( حيث إلي فوك يصيح... وإلي تحت يصيح ) اتهامات متبادلة وطعون بمصداقية المفوضية وتهديد من قبل المسؤولين ...الكل يكذب بطريقته الخاصة سواء كانت ( قانونية ) أم ( غير قانونية )... ومن جانبها المفوضية ترفض وتستجيب لأعادة الفرز رغم مطالبة جميع الكيانات بالعد من جديد... وهكذا بدأ الفلم ولم ينتهي لحد هذه الساعة .