لنحاكمهم
قبل أن يفضح موقع " ويكيليكس " الانتهاكات التي مارستها قوى الاحتلال والقوى المحلية التابعة لها ، لم يتوقف الصوت العراقي الشريف عن الصراخ يفضح ما وقع ضد العراق وأهله نساء ورجالاً وأطفالاً من كل المذاهب والأعراق من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
وقبل فضائح أبي غريب التي أمست ماركة مسجلة لفلسفة التعذيب استحقتها إدارة الحرب الأمريكية وحلفاؤها عن جدارة ...ورثتها عنها حكوماتها المتعاقبة .
ومنذ اليوم الأول لغزو العراق واحتلاله وفي سياق اغتصابه أرضاً وشعباً وسماءً وماء وثروات وتاريخ وجغرافيا وهوية وقيّم أخلاقية فإن الشعب العراقي لم يتوقف عن الصراخ باسم الأديان والعروبة والإنسانية " والعالم المتحضر " من أجل أن الالتفات لحقوقه المستباحة ولإنسانيته المنتهكة وناشد أولئك المعنيين بقيم السماء والأرض وقيم حقوق الإنسان والشعوب والأمم بما فيها حقوق النساء والأطفال والمعذبين في الأرض أن يفعلوا شيئاً إكراماً لنداء الضمير .
وتحت مرأى العالم " المتمدن " وحضارة " الثورة الرقمية "مورست الانتهاكات التي تفوق بحقائقها آلاف المرات وثائق ويكيلكس ..... غير أن هذا العالم ومعه النظام العربي والمنظمات الإسلامية والمسيحية وحقوق الإنسان سكتوا سكوت الشيطان الأخرس ....
وإذا ما ارتأت جهة ما مهما كانت نواياها .... أن تبدأ بعد ثمانية أعوام من احتلال العراق وتدميره والعبث فيه أن تحث على محاسبة مجرمي الحرب ومن مارسوا جرائمهم ضد الإنسانية عن سبق إصرار وترصد ، فإننا نقول شكراً ... ومزيداً من الفضح والضغوط والحث على محاكمة المجرمين أية هوية أو جنسية أو جنس حملوا. وتحت وقع الفضيحة التي أخذت تفضحها " بعض الوثائق " نطالب الجهات والمؤسسات أدناه :
1. اللجان الحقوقية كلن حسب اختصاصها في منظمة الأمم المتحدة .
2. منظمة العفو الدولية .
3. الجامعة العربية .
4. المؤتمر الإسلامي .
5. المنظمة العربية لحقوق الإنسان .
6. جميع القوى الحية والأحرار في العالم .
نطالبهم بـ :
1. الضغط من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلات والمعتقلين في السجون داخل العراق وخارجه لاسيما المعتقلات والمعتقلين بذريعة المادة 4 إرهاب ( الباطلة ) باعتبارهم أسرى حرب .
2. تشكيل هيئة دولية لإجراء مسح شامل في العراق يغطي جميع الأسر في المدن والمراكز والمحافظات والريف والضواحي والقصبات لتوثيق حالات الانتهاك التي طالت كل أسرة منذ نيسان 2003 إلى تاريخ إعداد الوثيقة . واعتمادها قاعدة مادية للإدعاء على مجرمي الحرب وممارسي الجرائم ضد الإنسانية أفراداً ومؤسسات
3. إيجاد آلية حماية تكفل للمدعين العراقيين من الضحايا أو ذويهم ، رفع دعاويهم في المحاكم في العراق وخارجه.
4. فتح نافذة إعلامية ( فضائية ) لدفع الضحايا أو ذويهم داخل العراق أو خارجه من أجل توثيق الانتهاكات والجرائم " على المكشوف " ولتمكين الضحايا من كسر حاجز الخوف وتشجيع أهلنا على التمسك بحقوقهم والدفاع عنها والإيمان بأن حقوقنا لا تسقط بالتقادم كما لا يسقط حقٌ وراءه مُطالب .
5. الدفع بإيجاد قاعدة قانونية تتجاوز الحصانات التي وضعها الاحتلال ليحصن نفسه ( مؤسسات وأفراد ) كما تتجاوز الغش القانوني الذي تتسلح به حكومات الاحتلال في العراق ، فإن القانون صيغة الأحرار في العالم الذين يدافعون عن الحرية والكرامة والعدالة ويقدسون حق الحياة وينحنون لحق الشعوب في تقرير مصيرهم .
ونوجه نداء لشعبنا أن يكسر حاجز الخوف وحالات الطوارئ ، وينطلق ليدّك السجون فوق رؤوس السجانين ويحرر الأسيرات والأسرى . إنه زمننا ... زمن الشعوب ضد طغيان الإمبريالية وشركاتها القذرة واستبداد الأنظمة التي تمثلها والسماسرة في الزمن العربي الرديء في ظل منظومة قايضت من أجل بقائها على كرامة شعوبها وسيادة أوطانها.
إنه زمننا ... من العار أن نتقاعس
عاشت الإرادة الحرة
عاش الأحرار في كل مكان وزمان
------------------------------------------
التأريخ تصنعهُ إرادة الأحرار 27-10-2010
ثبت أن العراق الذي أرادته إدارة الحرب الأمريكية عراقا جديدا ليس أكثر من وكرا لإعادة إنتاج الطائفية-العنصرية نظاما يمضي إلى التقسيم أو يسود نظاما دكتاتوريا جديدا من نوعه ، ويبدو إن الشركات المتوحشة التي تعيش أبشع حالات الجشع اخذت تلتهم نكتة الديمقراطية التي ادعت أميركا خوض الحروب بإسمها ودماء الشعوب تسيل من بين أنيابها....
وعليه يمكن تعريف "الديمقراطية الجديدة" في العراق بأنها مساحة لتنافس السماسرة والمرتزقة واللصوص على فتات وحوش العالم الجديد.
ها هي الديمقراطية تحتضر اليوم في الغرب في وكرها في فرنسا ، وتدوس الشركات على رقاب العمال والطلبة والشباب والنساء والأحرار ، معلنة عن إفلاسها ، مثلما أسقطها بوش عندما داس بحوافر دباباته على أصوات ملايين المتظاهرين في العالم الرافضين للحرب على العراق والمحتجين ضد غزوه وإحتلاله وسبي نسائه ورجاله ودفن أطفاله أحياء تحت الأنقاض .
فكيف لا يزهو سماسرة الإحتلال والمرتزقة في العراق أمام أسيادهم يعيثون فسادا وقتلا وإعتقالا وهتكا للكرامة ويصدرون أحكام الإعدام بالرموز الوطنية التي تشرفت بحب العراق وحماية أمنه القومي والذود عن وحدة شعبه ووحدة مصيره ...رافضة الإذعان والخنوع.
إن إصدار أحكام الإعدام بأهم وزير خارجية قارع سياسة الهيمنة الأمريكية هو السيد طارق عزيز رغم كونه أسير حرب ، يثبت خيانة الإدارة الأمريكية لمفاهيم الحرية والديمقراطية التي تدعيها ، كما يثبت إنتاجها للاشرعية سلاحا ضد حق الأوطان والشعوب بالدفاع عن الحرية والإستقلال والسيادة . تأريخيا فإن دور الجلادين أن يعدموا الأحرار والأبطال ، لذلك لا يسوء طارق عزيز ورفاقه ومن أعدموا قبله ومن سيعدمون بعده.... أن يموتوا أحرارا , لأن الجلادين يعيشون أمواتا وقد لفظهم الشعب والوطن.
إن التأريخ تصنعه الثورات الكبرى وإرادة الأحرار .... وليس السماسرة إلا لحظة عابرة يمحوها نور العدالة الآتية لا محالة.