تحية لملاك حمدان
تحية طيبة وبعد
يشرفني ويسعدني ان اقف اجلالا واحتراما, لنفسك الابية التي تابى السكوت على الظلم,وتستنكف السير في طريق الباطل على الرغم من كثرة سالكيه في هذه الايام , وترفض التزييف والظبابية وكثرة الاقنعة,فلقد كنت صوتا لمن لاصوت له من النساء اللواتي اغتصبن في سجون ابوغريب والكاظمية من قبل سجانيهن واسيادهم الامريكان, وصوتا للاطفال الذين فقدوا ابائهم وعزت عليهم لقمة الخبز في بلد النفط المسروق في وضح النهار,وصوتا لللارامل اللواتي فقدن ازواجهن واخوانهن, وابين ان يبعن شرفهن للمحتل واعوانه,من المليشيات وزعماء المنطقة الخضراء,وصوتا للشيوخ الذين وصلوا ارذل العمر في ظل الاحتلال, وابتلت لحاهم البيضاء بالدموع على ابنائهم الذين قتلوا والقيت جثثهم على قارعة الطريق , او في اماكن جمع القمامة, وصوتا كصوت الاذان يرفع همة وعزيمة اخوانك من المقاومين الشرفاء.....نعم اقف اجلالا واحتراما لك سيدتي فانت اشرف واطهر من كل اشباه الرجال المتواجدين اليوم في المنطقة الخضراء, والذين يرقصون على جثث ابنائنا واخواننا الذين قتلوا بدم بارد,واشرف وانبل من كل دعاة الثقافة الذين يسطرون اليوم باقلامهم المثلومة في الصحف الصفراء مقالات المديح والتسبيح للعملاء,مقابل بضعة دولارات,واشمخ من كل دعاة الفكرالساذج, وسياسيوا الدعارة والعهر, وبائعوا الوطن في سوق النخاسة
ويقينا سيدتي ان الاوطان التي فيها صوتا شريفا كصوتك, لاخوف عليها اليوم او غدا,فصوتك وجهدك الذي تبذلينه في سبيل العراق, انما هو صوت من صوت حمورابي, وجهد من جهد نبوخذ نصر, وعزم من عزم سرجون الاكدي,كلها توحدت فيك واستنهضتيها انت بجهدك الجبار الذي لاتبغين به الا نهضت العراق ورفع الضيم الذي الم به
انني اجد في قامتك اليوم كل نخيل بلادي الغافي على ضفاف الفرات ودجلة ونهر ديالى وشط العرب, يقف في هذا المؤتمر, واجد في كلماتك كل وجع اهلي في الموصل وديالى وكربلاء والنجف والعمارة والحلة والناصرية والبصرة,وكل حنان جدتي ووالدتي وهن ينهضن منذ الفجر ويتعطرن بخبز التنور واول ضياء للفجر قبل الاحتلال, وعرق ابي الذي يتصبب من جبهته وهو يعلمنا كيف نحب الوطن, وان نسال انفسنا دائما ماذا قدمنا للوطن؟ وان لانكفر ونقول ماذا قدم لنا الوطن؟ فالوطن لايسال ابدا لانه يجود علينا بالحياة
نعم انني مبهور حقا ان تقفي انت المراة , وبكل شموخ تفضحين الصامتين المزيفين القتلة,بينما يتدثر الرجال في احضان الامريكان, وقد ارتضوا ان تغتصب اخواتهم وامهاتهم في عز الظهيرة, انه الزمن الرديء الذي كنا نسمع عنه حتى التقيناه, زمن الجثث الملقاة في المزابل, فهل يوجد اكثر من هذا الامتهان لكرامة الانسان, في بلد الحضارات والتاريخ, باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان,فكيف للاحرار يرتضوا ان ياكلوا الطعام معجونا بالعار؟ كيف يسود الصمت في بلد الشعر والشعراء والماذن والقباب؟
ان روح ابني ذي السبعة عشر عام, واصدقائه الذين قضوا وهم في مقتبل العمر يقاومون الاحتلال, يقبلون يديك اليوم لانك تتحدثين باسمهم, وتطالبين بمحاكمة من خطف البسمة من على شفاه اهلهم, ومن دنس ارضهم, وصادر ذكرياتهم الجميلة, ومزق كتبهم الدراسية, وحول مدارسهم الى ثكنات عسكرية تابعة للامريكان والحرس اللاوطني,وسرق اسرارهم الجميلة
وان اخوانك الذين مازالوا احياء , يقاومون المحتل , يستصرخونك قائلين ( اما من ناصر ينصرنا)اما من ككلمة حق تقال في وجوه القتلة واللصوص, الذين يثرون اليوم على حساب الثكالى والارامل
لكن الخير قادم لانه لازال موجودا فيك, وانت الام والاخت, اساس البناء والتضحية
دمت اخت عزيزة, رفعة رأس وشرف