اللاجئون الأكراد الأتراك في العراق لا يثقون في تركيا
أبدى عدد من الأكراد الأتراك اللاجئين في اقليم كردستان العراق عدم ثقتهم بوعود الحكومة التركية المتعلقة بمساعيها لوضع خطة "انفتاح ديموقراطي" بهدف تحسين أوضاع الأكراد الأتراك.
وفي مخيم مخمور (50 كلم جنوب اربيل) حيث يعيش حوالي 12 ألف شخص بينهم نحو 4500 طفل، عبر العديد من الأكراد الأتراك عن ارتيابهم ازاء ادعاءات الحكومة التركية.
وقال بولات محمد خليل مسؤول العلاقات الخارجية في المخيم ان "الخطوات التي اتبعتها الحكومة التركية مبعث للسعادة ونعتبرها ايجابية كونها تسير بالقضية الكردية الى مرحلة متطورة".
واضاف "لكن هذه مجرد نقاشات وقد رأينا خلال الفترة الأخيرة توقفها احيانا واتخاذ الحكومة التركية موقفا على طريق عنف جديد". وأعرب عن خشيته من فشل مساعي الحكومية بسبب "مواقف بعض الأحزاب الشوفينية والجيش التركي".
وكان وزير الداخلية التركي بشير اتالاي اعلن الاثنين ان حكومة بلاده تسعى للتوصل الى "توافق" في صفوف المجتمع التركي حول خطة "الانفتاح الديموقراطي" الرامية الى وضع حد للنزاع الكردي.
واضاف ان "هدفنا هو ان نجعل من تركيا بلدا اكثر ديموقراطية" موضحا ان تقريرا سيرفع مع نهاية العطلة البرلمانية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حول الاجراءات الواجب اتخاذها على المدى القصير والمتوسط والبعيد، على ان تقدم الحكومة خطتها للجمعية الوطنية بعد ذلك.
لكن خليل اكد عدم ثقة الأكراد الأتراك بوعود الحكومة التركية في معالجة القضية الكردية في تركيا، قائلا "نحن لا نثق بالحكومة التركية كونها لا تقوم بخطوات جدية مثل الاعتراف بالهوية القومية لاكراد تركيا".
من جانبه، قال محمد صديق اسكندر (46 عاما) وهو من سكان المخيم انه "لا يمكن ان نثق بالحكومة التركية لانها تقول دائما انها ستمنح الاكراد حقوقهم وستعالج المسألة الكردية لكن حلولهم تسير في مصالحهم بعيدا عن مصالح الشعب الكردي".
وطالب بـ"معالجة قضية الأكراد الاتراك عبر الحوار المباشر مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان، كونه القيادي الكردي الذي يدير القضية".
واضاف مشككا بنوايا الحكومة التركية "حتى الان القتل مستمر والاعتقالات متواصلة". وقال "شروطنا اطلاق سراح اوجلان والتحاور معه واطلاق سراح جميع المعتقلين الاكراد واعادة الحياة الى القرى الكردية واعمارها".
يشار الى ان اوجلان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة ايمرالي (شمال غرب تركيا) اثر ادانته "بالخيانة".
ويقوم اتالاي منذ شهر بمشاورات في المجتمع المدني في محاولة لوضع حد ل25 سنة من التمرد الكردي الانفصالي في جنوب شرق تركيا حيث معظم السكان من الاكراد. الا ان المعارضة البرلمانية تعارض جهود الحكومة وتخشى على وحدة البلاد.
ومن بين المبادرات التي افادت عنها الصحف او المسؤولون، دعوة الحكومة خصوصا الى تعليم اللغة الكردية في المدارس العامة.
وقد منحت انقرة خلال السنوات الاخيرة الاكراد مزيدا من الحقوق لا سيما تلك التي تمكنهم من تعليم لغتهم في المؤسسات الخاصة وبث برامج تلفزيونية باللغة الكردية.
لكن محمود عثمان (50 عاما) احد اهالي المخيم قال ان "الخطوات التي قامت بها تركيا ليست في مستوى طموحنا".
وطالب عثمان وهو يجلس الى جانب صورة للزعيم اوجلان، بان تقدم الحكومة التركية الاعتذار "كونها طردتنا من قرانا بالقوة وارغمتنا على التوجه الى العراق بهدف ابادتنا".
من جانبها، قالت زوجة عثمان نورية احمد (45 عاما) "افضل العيش في هذا المخيم بعيدا عن احكام القتل والاعتقال واراقة الدماء لشعبنا في تركيا" وتابعت "لا استطيع الوثوق بتصريحات الحكومة التركية".
ويتخذ انصار حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل اقصى شمال العراق، معقلا لهم.
وبدأ حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منظمة ارهابية حملة عسكرية عام 1984 للتوصل الى حكم ذاتي كردي في جنوب شرق تركيا. وادى النزاع الى مقتل 45 الف شخص بحسب الجيش.