حكايات فلاحية:
أبو سارة *
بدأت هجرات اليهود المنظمة إلى خارج الدول العربية باتجاه فلسطين المحتلة، بواسطة الحركة الصهيونية العالمية وتسهيلاتها والتي حاولت إغراق فلسطين المحتلة من الشتات اليهودي من كل مكان في العالم وخاصة الأوربي من أجل أيجاد وطن قومي لهم في أرض عربية مسلمة... من المعروف عالمياً عن دور المنظمة الصهيونية العالمية التي سعت ولا تزال تسعى من أجل جمع يهود العالم فيما يسمونها بـ( أرض الميعاد - أرض فلسطين المحتلة ) بأي ثمن كان، حتى لو كان هذا الأمر على حساب أرواح بعض اليهود أنفسهم، ومقابل قتل و تشريد الأغلبية من الفلسطينيين سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين !.
في موقع ( المسلم - almoslim.net ) وفي دراسة أعدها ( معمر الخليل ) يذكر نقلا عن الدكتور ( عدنان الباجه جي ) في كتابه ( سيرة سياسية- ص 125 ) عن ذكريات والده ( مزاحم الباجه جي ) أحد رؤوساء الوزارات العراقية أبان العهد الملكي حول ما قاله ( عزرا مناحيم دانيا ) عضو مجلس الأعيان العراقي في جلسة المجلس المنعقدة في 18 / تموز / 1948 حين صرح: "...إلا أنني أرى من واجبي الآن أن أستعرض تاريخ غرس الصهيونية في العراق، والعوامل التي اعتمدتها لغاية تنوير المجلس العالي، وليتخذ منها عبرة في المستقبل عند توجيه سياستنا الداخلية، ففي أواسط سنة 1922، أي بعد تشكيل الحكومة العراقية بقليل حضر إلى العراق مندوب من قبل الجمعية الصهيونية في فلسطين لغرض تأسيس وكالة صهيونية ونادي ومدرسة في هذا البلد، لترويج مبادئ الصهيونية لدى الجيل الناشئ، وبث الدعاية للهجرة إلى فلسطين.".
كما ويذكر كتاب ( يهود العراق ) لـ( يعقوب كوريه ) عن الأماكن التي حرص اليهود في العراق على الحضور والانتشار فيها، بالإضافة الى تعدادهم خلال تلك السنوات، قائلا: "منذ أن توطأوا في هذه البلاد وعلى مر العصور والأزمنة نجد أن اليهود بدأت تحركاتهم رويداً رويداً بالزحف على المناطق المجاورة لبابل طلباً لإيجاد بقعة أرض للسكن فيها، ومحاولة إيجاد مصدر للرزق في جوانبها، وكانت من أوائل المناطق التي قصدتها فصائل منهم بعد تحركهم من بابل مناطق الجنوب العراقي في أراضي المنتفك والبصرة والعمارة، ثم واصلوا زحفهم بعد ذلك إلى بغداد وبقية مناطق الوسط العراقي، فنجد منهم من اتخذ كربلاء والكوت والنجف والديوانية محلاً لإقامته ومركزاً لإدارة تجارته ولم يكتفوا بذلك، بل اتجهوا إلى الغرب والشمال فكانت بعض مدن الدليم تعج بهم، خاصة في مدينة عانه وراوة وحديثة وكثيراً منهم من تلقب باسم المدينة أو القضاء الذي ترعرع فيه، فهناك ألقاب العاني ، الراوي ، البغدادي ، السامرائي ، الشهربلي ، العمادي التصقت بهم، وأصبحوا يعرفون بها، ونتيجة لذلك أصبح تجمعهم في محل خاص يطلق عليه اسم طائفتهم، فمثلاً هناك سوق اليهود و( عكـَد – شارع ) اليهود وحارة اليهود كثيراً من أمثال هذه التسميات تلاحظ في البصرة وبغداد والموصل ومراكز المدن الكبيرة الأخرى وحتى الصغيرة منها ).
وحسب تلك الدراسة كان عدد أبناء الطائفة اليهودية بعد عام 1967 قد قدر ما بين 2500 – 3000 فرداً بينهم عدد كبير من الأغنياء وذوي الاختصاصات، وفي أواسط الثمانينات لم يزد عدد يهود العراق أكثر من 500 نسمة، وكان لليهود مقبرة خاصة لهم في بغداد تقع في شارع الشيخ عمر".
معلومات مهمة للمعنيين بالوطنية... يتحدث عنها الكاتب العراقي ( وجدي أنور مردان) :-
1- لماذا يعود اليهود الصهاينة اليوم إلى كركوك!؟
2- هل يعلم العراقيون والعرب أن مركز إدارة عمليات فرقة الاغتيالات الإسرائيلية هو في مدينة كركوك!؟
3- هل يعلم العراقيون أيضاً لماذا هذا التدفق اليهودي الغريب إليها وشراء العقارات بخمس أضعافها! ؟
خبر ربما يمر عاديا في نشرة أخبار: اليهود الإسرائيليون من اصل عراقي يعودون وبكثافة إلى العراق، ويتمركزون بشكل خاص في كركوك حيث يشترون الأراضي بخمسة أضعاف ثمنها الحقيقي... هذه الفقرة الاستهلالية، كانت مدخلا لمقال الكاتبة الأردنية، ( حياة الحويك عطية ) في جريدة الدستور الأردنية،... ثم طرحت سؤلاً، بالغ الأهمية وبألم، أحسست بمرارتها، لماذا كركوك؟ وقبل أن نجيب والكلام هنا للكاتب ( مردان ) على سؤالها، نود أن نشير إلى أن الخبر ليس بجديد، فبعد الاحتلال الأمريكي للعراق في ٩ نيسان أبريل ٢٠٠٣، تدفقت مجموعة من عناصر الموساد الإسرائيلي إلى العراق، تحت مسمى شركة ( الرافدين ) و بأسماء شركات وهمية أخرى، بلغ عدد الدفعة الأولى ( ٩٠٠ ) عنصراً، شكلت فرقة خاصة لتنفيذ مهام الاغتيالات لكوادر وشخصيات عراقية، سياسية وعسكرية وإعلامية وعلمية وقضائية، طالت أكثر من (١٠٠٠ ) عالما ومتخصصا عراقيا خلال عام واحد. ثم انتقل( ٤٥٠ ) عنصرا منهم، من العاصمة ( بغداد ) إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط كما هو معروف!
وأن أعادة تأهيل المنشئات النفطية في كركوك تحتاج إلى استثمار( ٨ ) مليارات دولار لكي يرتفع إنتاج حقولها إلى حدود( ٥ ) ملايين برميل يوميا... وبما أن أبواب ومنافذ السلب والنهب قد فتحت على مصراعيها في العراق بفضل الاحتلال الأمريكي، فأن الرقم ربما سيرتفع إلى ( ١٦ ) أو ( ٢٤ ) مليار دولار، ولهذا يحاول اليهود الصهاينة من الآن شراء أكبر قدر ممكن من الأراضي سواء كانت دور سكنية أم زراعية أم عقارات... فأن المبالغ المرصودة للاستثمار في المنشئات النفطية في هذه المدينة، لا يسيل لها لعاب اليهود فقط وإنما يسيل لها لعاب جميع الشركات الأجنبية أيضا ... وكما هو معروف فأن هذه المدينة تضم حوالي ٦٠٪ من الاحتياطي النفطي العراقي ويعتبر من أجود أنواع النفط الخام في العالم.
يقع مركز إدارة عمليات فرقة الاغتيالات الاسرائلية في مدينة كركوك حاليا، في منزل قريب من مبنى محافظة كركوك وتضم ضمن عناصرها عددا من الأكراد الذين كانت المخابرات المركزية الأمريكية قد نقلتهم من شمال العراق عام ١٩٩٦ إلى ( جزيرة غوام ) ودربتهم على اعمال التجسس وبث الإشاعات، ويتحدث معظم أفرادها اللغة العربية وباللهجة العراقية بطلاقة إضافة للغة الإنجليزية... وكثفت هذه الفرقة الإسرائيلية جهودها منذ بداية العام الحالي 2010 في شراء الأراضي الزراعية والدور السكنية والعقارات التجارية في كركوك وضواحيها، فضلا عن استمرارها في تنفيذ عمليات الاغتيالات التي طالت شخصيات سياسية تركمانية وعربية وكردية وقصف المقرات الحزبية للتركمان والأكراد في كركوك، بهدف إشعال الفتنة العرقية، وما زالت هذه العناصر نشطة في كركوك وبغداد وبابل بالإضافة إلى شمال العراق.
كتب الدكتور عبد الحسين شعبان في صحيفة ( الخليج الإماراتية ) بتاريخ 17/3/2010 وتحت عنوان: الموساد والجريمة والعقاب..." إن الإقدام على اغتيال المبحوح بدم بارد يعني أن “إسرائيل” لا تزال غير مكترثة بالقانون الدولي، فهي في الوقت الذي تمارس إرهاباً دولياً على أراضي دولة الإمارات وضد قيادي فلسطيني، فإنها تتجاوز سيادات عدد من البلدان، منتهكة بكل استخفاف قواعد القانون الدولي، غير عابئة بردود الفعل الدولية، خصوصاً استخدام جوازات سفر دبلوماسية لعدد من البلدان الأوروبية والغربية...".
قدمت "إسرائيل"عرضا إلى الزعيمين الكرديين( البرزاني والطالباني) بحماية الدولة الفيدرالية الكردية من أي خطر سواء من داخل العراق أم من تركيا وإيران وسوريا وحسب الخطة الأمريكية - الإسرائيلية، فأن كركوك ستكون عاصمة الدولة الكردية المشبوهة، لذا فأن التواجد الإسرائيلي فيها أصبح ضرورة استراتيجية لقربها من ( تركيا وإيران وسوريا ).
نظّم المركز الثقافي الفرنسي في محافظة أربيل - العراقية، بتاريخ 8 / 2 / 2010، أمسية تم خلالها استعراض جوانب مختلفة من كتاب أحد الناجين من مذابح ( الهولوكوست ) والمحرقة النازية ضد اليهود...وقال المدير التنفيذي لمشروع علاء الدين ( أبراهام رادكين) لوكالة ( أصوات العراق – أربيل ) إننا في مشروع علاء الدين نقوم بتنظيم قراءة في كتاب (هل هذا هو الإنسان) لبريمو ليفي أحد الناجين من المحرقة النازية وقدم شهاداته في هذا الكتاب”، مبينا ان “وزارة الخارجية الفرنسية خصصت أمسيات أدبية لقراءة هذا الكتاب في بغداد واربيل .وأضاف ( رادكين ) أن الأمسية حضرها العديد من المثقفين والأكاديميين العراقيين، موضحا ان لدينا مقترح مشروع للمثقفين العراقيين حول الحضارات في العراق وبالأخص عن "الجالية" اليهودية التي كانت موجودة في العراق ، كما اقترح تنظيم مؤتمرات سواء في بغداد أم اربيل حول حوار الحضارات، وأشار ( رادكين ) إلى أن منزل السفير الفرنسي ببغداد استضاف مساء يوم ( الأحد 7 / 2 / 2010 ) أمسية مشابهة للتي أقيمت في أربيل”.ومشروع علاء الدين مشروع يضم مجموعة من مثقفين وشخصيات وديانات وثقافات مختلفة بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات.
مربط الفرس: شالوم... في كركوك! وكلمة " شالوم " تعني باللغة العبرية ( السلام عليكم )...يقول المثل الشعبي ( يا غافلين ألكم الله )... فقد بات واضحا إن الولايات المتحدة الأمريكية غزت العراق من اجل حماية إسرائيل وجعلها القوة العظمى الوحيدة في المنطقة وتثبيت ( أصدقائها - عملائها ) على قمة السلطة في بغداد، وتعمد في محاولة طمس هوية العراق العربية... وإذا صدقت ( رواية محرقة اليهود ) فلماذا نحن العرب ندفع الثمن على جرائم لم نشارك فيها ولم تقع حتى على أراضينا طيلة هذه العهود !؟
موقع تضامن المرأة: محرقة النازيين ليهود أوروبا واقعة تأريخية موثقة و هناك أثباتات قام بكشفها الكثير منهم الكاتب اليهودي العراقي نعيم جيلادي في كتابه عن تواطىء الصهيونية مع النازيين
أن الصهيونية تصبو الى خلق مجتمع أوروبي بحت في الشرق الأوسط
وهذه فكرة عنصرية