بغداد لاغالب الا الله
بغداد لاغالب الا الله
د. وصال العزاوي
في عام 2004 كنت مشاركة في مؤتمر تنظمه جامعة جرش في عمان وكان رئيسها انذاك الدكتور خالد الكركي , وقد اهداني قي وقتها كتاب من تأليفه يحمل عنوان بغداد لاغالب الا الله .. احتفظت به في مكتبتي البغدادية , حيث كل مايتعلق بالغالية بغداد احتفظ به صور .. اشعار .. كتابات ... مقالات .. تاريخ وجغرافيا ... ارادة وانسان .. هوية وحضارة .. حزن وفرح .. اعلام وافلام .. قصص البراءة والطفولة .. مجلة السندباد ... اغاني يوسف عمر وعزيز علي والقبانجي وناظم الغزالي وزهور حسين وسليمة مراد .. وياس خضر والرائعة اعزاز ومرينا بيكم حمد واحنه بقطار الليل ..
وخلال السنوات السبع الماضية بغداد تعيش زمان غير زمانها .. ارض ضائعة , ورؤوس مقطوعة وجبال من الموت والذبح , وزمان الحزن والفرح القليل .. زمان الرثاء الجماعي للنكبات .. وقد اطلق فينا شاعر علامة نبدأ عندها النواح حين قال ( لكل شيء اذا ما تم نقصان ) وها نحن كلما اكتمل بناء , او انجاز نرقب نقصانه , فأن لم يفعل هدمناه لنبدأ البكاء عليه ؟
تضمنت صفحات الكتاب صرخة استغاثة تقول بغداد قولي لشمسك لاتغيبي .. اقول بغداد .. واكاد استعيد زمان كل عربي وطيء ارضها وقرأ دفاتر نخلها , وحريتها وابداعها .. اقول بغداد .. وقلبي على القدس والبصرة والموصل .. اقول بغداد .. ودم الامة يسري من مؤتة الى كربلاء ... ويوقظ مقام جعفر ويضيء ضريح الحسين .. اقول بغداد .. وارى نار جاهلية النفط العربية وجاهلية التكنلوجيا الامريكية تطبق على بغداد .. اقول بغداد .. واكاد اسمعها تهزأ بهم وهم يكذبون .. اقول بغداد .. وانادي على الجواهري والرصافي والسياب ... فسلام عليك على الشط والجرف والمنحنى وعلى دجلة الخير وعلى دم النخيل .. وعلى العنفوان الذي ظلت بغداد تحمله في روحها وتعتقه وتسقينا رحيقه كلما اجتاحنا الظمأ فهتفنا بها : اسق العطاش تكرما .
فيا أيها العراق العظيم
ياسيد الزمان والرايات والجراح
قل لهذه الامة ان تخرج على الوهم والخور والخوف
قل لها ان سنوات الحرب والحصار والحرب والاحتلال .. لن يهز نخلة في العراق , فيا دم العراقيين .. ياعطري الغالي .. ايها الدم الطاهر .. ايها الحاني على بغداد وهي تتوهج بحزنها النبيل , ادرك بخيلك , خيل الله , امتنا ,, ادرك وانت مخضب بالارجوان فجرنا حتى لايغيب الى الابد , فقد عم الفساد في الارض وتكاثر الغزاة على مائنا وكتبنا وقمحنا , وعوت الذئاب علينا وتجمعت حولنا الضباع ,, ايها الدم الغاضب اخرج لتثأر .. فالذين دمروا العراق ونهبوه غربان لاتعرف الا الخراب .
اقول بغداد
توجع في ليل عمان ونادوا :
سلام عليك سلام عليك
توجع ماء الجنوب وضجت دروب الشمال
وقد صوب القاتلون الحراب الينا جميعا
وخبأت الارض ما ظل من دمها في مرايا الجراح
لماذا يسكت الشعراء ؟
هل يصغون للازهار : اذ تذوي ؟
وللعشاق :
اذ يبكون من بعد ؟
وللعصفور :
تتبعه الرصاصة لاالقصيدة ؟
هل يبصرون دم العراق يسيل من حجر
الى حجر , ومن شجر
الى شجر
ليحرس خضرة الطرقات , يمنحها نشيده ؟ (العلاق )
اقول لبغداد :
سيبقى الوصال وصالا.. واتصالا
ان اشباح الموت تطاردني .. والرصاصة تنتظر ..
قالوا وهددوا : لقد خرجت من السرب ؟
الموت ينتظرنا على الحدود والطرقات والابواب .. لا أعرف ماسرهم وما سربهم ؟
الاسراب تعددت والموت واحد .. بغداد .. لاتخشي .. انا معك دوما .. نحب ونعيش من اجل الحب
وما اجمل الموت من اجل الحب .
ياتؤم الروح .. قد ينالون مني ولكن ستبقين انت
الام والكفن .. الله مااجمل الموت في احضانك ..
اماه .. اشكوك اهلك وابناءك ..
المخلصين الصامتين
والعاقين المارقين...
اشكوك قاتليك ودفنك حية ( اذا المؤدة سئلت بأي ذنب قتلت )
سأرحل ..ونرحل.. وتبقين صابرة غافرة لذنوبنا ومعصيتنا لك ..
انت كما انت .. العهد والوعد والدعاء الصادق ....
اسمعك من زمن وانت ترددين في صمتك : يارب اغفر لاولادي واهدهم طريق الصواب .
دعوت ربي دوما ان اكون حمامة الحرم ..بعد الموت .. اطوف الكعبة
وادعو حجاجه .. هلموا نحج بغداد .. والرصافة والكرخ .
بغداد
انت الحب والحنان .. وقصة بلد .. حزن ونكد ..وفرح انطرد .. وقصة بنت وولد ؟؟
تنادين شاعرك المغترب" النواب" النائح على حزنك واسمعه يقول .. ( القدس عروس عروبتكم ....) وارجو عذرك ياشاعرنا فاليوم نضيف لقدسك بغدادنا .. فلماذا ادخلتم كل جناة الليل الى حجرتهما .. ووقفتم خلف الابواب تتصنتون لصراخهما ........ ؟؟؟؟
بغداد... يااغنية يرددها صغارنا وكبارنا..بغداد .. جنة بعيوني انا.. بغداد حبها يكبر كل سنة..
والله وراسها الي ما انحنى... ماانسى بغداد : بيتي وصلاتي ووطني...ماانسى بغداد :
مولدي وعرسي وكفني
بغداد ... اصمدي . لك الله .. والله يابغداد ... لاغالب الا الله