! حكايات فلاحية: إعلان تجاري... حتى أنت يابروتس
أبو سارة – آب / 2010
أستميح الشاعر ( صادق الصائغ ) عذراً، واقتبس من قصيدته المهداة إلى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وزير الثقافة وعضو البرلمان السابق ( مفيد الجزائري ) المنشورة على موقع ( صوت اليسار العراقي ) بتاريخ 27 / 6 / 2010 التعريف التالي:
" بروتس بطل مسرحية ( يوليوس قيصر ) لشكسبير شارك في مؤامرة ( طعن – قتل ) القيصر... وكان هذا الأخير يعتبره أبناً له... والجملة ( حتى أنت يا بروتس ! ) التي أطلقها القيصر أصبحت شائعة " .– ذهبت مثلا دلالة الغدر والخيانة -
ويستهل ( الصائغ ) تلك القصيدة بجملة غاية في الدلالة حيث يقول: " الصوت الذي أسمعه اليوم ليس هو الصوت الذي سمعته في الأيام القديمة "... وقال ( الصائغ ) في المقطع ( الثاني - الحرباء ) من تلك القصيدة :
من أنـــــــت !؟
جنس ضاحك ؟
أنثى سـحلوب ؟
بغل نســــــاء ؟
يتقمص شكل العقعق؟
*** ***
أما الإعلان التجاري فقد جاء فيه: " تعلن شركة ( Nomad ) التي مركزها في العاصمة الجيكية ( براغ ) ، العائدة لصاحبها ( مفيد الجزائري ) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، أي ( احد قادة شيوعيي الاحتلال ) وزير الثقافة في حكومة الاحتلال وعضو البرلمان العراقي السابق عن تخفيض أسعارها بنسبة ( 80% ) ابتداء من 16 / 3 / 2010 وحتى أشعار آخر".
للعلم أن سعر ( السجادة – الزولية ) الواحدة يتراوح بين ( 50 – 60 ) ألف دولار، وجميع الأحجام والقياسات متوفرة .
1- مشيجيخة: ربما شعار هذه الشركة هو أيضاً ( منجل وجاكوج ) !... و( جمالة – علاوة ) يحجون ( يتكلمون ) على وزير الكهرباء ( وحيد ) أو وزير التجارة ( فلاح ) أو....الخ.
في الحقيقة ليس ( مفيد الجزائري ) وحده، لا بل أغلبية المسؤولين العراقيين قد أسسوا شركات تجارية واشتروا عقارات كبيرة ( فنادق وعمارات و...) خارج العراق وبأسماء تبعد عنهم المحاسبة القانونية، مما يشير وبدون شك إلى تهريب المال العام خارج البلد بطرق مختلفة!
نائب رئيس شركة ( Nomad ) هو أبن صاحب الشركة وأسمه ( نيسان مفيد الجزائري ) من أب عراقي وأم جيكية، وهي أي شركة ( Nomad ) متخصصة باستيراد السجاد الإيراني ( الفارسي ) من النوع الفاخر والعالية الجودة وحسب القياسات والمواصفات التي يرغب فيها طالبوها من الزبائن وهم وعلى ما يبدو من المجتمع ( المخملي ) الجيكي، سواء كانوا مؤسسات أم بيوت سكنية وبالجملة والمفرد.
بالمناسبة إن هذا الإعلان قد وجد ولكن بصيغة أخرى باللغة الجيكية في صحيفة ( برافو ) الجيكية واسعة الانتشار في الدول الأوربية وهي جريدة علنية... نحن نعتذر لقراء ( حكايات فلاحية ) عن الترجمة الحرفية لهذا الإعلان وما رافقه من معلومات مدعومة بالصور ( عدد 8 ) موثقة بحضور رئيس مجلس إدارة شركة ( Nomad ) السيد ( مفيد الجزائري ) لأحد اجتماعاتها وتحت العلم العراقي!
وربما لا يعرف البعض من العراقيين أن السيد ( مفيد الجزائري ) هو عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وهو من ( شيوعيي الأحتلال ) كان من ضمن مسؤولين آخرين ( يتحكمون – يتصرفون ) بمديرية السياحة وغيرها من المرافق العامة من فنادق وعقارات وأثاث فخمة تم بيعها بالمزاد ( المعلن ) و( المبطن ) من خلال إعلانات تجارية نشرت في جريدة طريق الشعب حينها ...!
2- مشيجيخة: مبروك لعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ( مفيد الجزائري ) هذا الإنجاز التجاري " الاشتراكي " وما يحمله من رأسمال متحرك في الشركات متعددة الجنسية!!
ومن المعلومات الأخرى الإضافية التي نحن بصدد التحري عنها هي تلك المعلومات التي تخص سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( حميد مجيد موسى – أبو داود ) وعضو اللجنة المركزية ( جاسم الحلفي - أبو أحلام ) لا ندري ولربما هناك شركة تجارية أو أكثر بأسماء ( وهمية - مستعارة ) وتحت ( العباءة ).
بماذا يبرر السيد ( مفيد الجزائري ) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ورئيس إدارة ( Nomad ) ومن أين له هذه المبالغ الضخمة ( ملايين الدولارات ) فأما هي من الأموال التي سرقت من الأموال العامة للدولة العراقية وأما من مالية الحزب والتي تعرضت في أوقات متفاوتة للسرقة !؟.
وأخيرا: يتساءل الرفاق والكثير من العراقيين وعلى مبدأ ( من أين لك هذا ) عن هذه الأموال يا عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، وزير الثقافة وعضو البرلمان العراقي السابق التي وجدت بحوزتك خلال هذه السنوات السبع التي مرّت من عمر الاحتلال الأمريكي للعراق!؟.
هذه الحالة تذكرنا بما جرى لمجلتي ( النهج والثقافة الجديدة ) التي استولى عليهما، وبالأحرى صادرهما مستشار رئيس الجمهورية الحالي وصاحب مؤسسة المدى ( فخري كريم ) وذلك في أواخر السبعينات من القرن الماضي ولم يكتف بذلك فقط بل صادر أموال وأملاك الحزب الشيوعي العراقي سواء كانت على شكل حسابات في البنوك أم عقارات.
يذكر الراحل الدكتور ( رحيم عجينه ) رحمه الله ، في مذكراته التي صدرت في ( لندن ) عام 1998 من دار الكنوز الأدبية في ( بيروت ) وتحت عنوان ( الأختيار المتجدد ) .... وهي على شكل ( وصية ) لرفاق الحزب ومناضليه ومناصريه من الوطنيين والحريصين.
حيث يقول في تلك المذكرات ص( 287 – الغموض الذي أحاط بمجلة النهج ) "...عند تدقيق مالية الحزب في اجتماع اللجنة المالية المركزية ظهر أن مجلة ( النهج ) التي أعلن عن صدورها إنها مجلة الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية وكما ينعكس أيضاً في طبيعة مجلس تحريرها، هي أستثمار وملكية خاصة تعود لـ(فخري كريم ) وكذلك مركز الأبحاث للدراسات الأشتراكية في العالم العربي، الأمر الذي كان مفاجأة للعديد من أعضاء اللجنة المركزية وأنا بينهم.
ويقول أيضاً في ص (288 ) من مذكراته : لم تكن الأجوبة على أسئلتي شافية. هناك من سكت. السكرتير قال صحيح كان هناك تداخل وأضرار لحقت بأعلام الحزب وكادره، وكان صدور ( النهج ) على حساب ( الثقافة الجديدة ) التي تدنى مستواها بسبب بعثرة الجهود. كما قال أن الجمع بين عضوية قيادة الحزب والأستثمار الخاص غير صحيح.
ويقول د. عجينه في ص ( 290 ) من مذكراته أيضاً : أقنعتني هذه اللقطة العريضة في النقاشات، أكثر من السابق، بأن العمل مع هذه التشكيلة لم يعد ممكنا بالنسبة لي... علماً أن هناك من يرى الحزب كشركة وأن لكل قائد قوميسيون من هذه الشركة. لا أدري أية مقاييس يسترشدون بها. فبعضهم يقول أن الدنيا قد تغيرت".!!
مربط الفرس: وما نريد قوله للتاريخ ولتذكير الرفاق المنتمين الجدد للحزب الشيوعي العراقي أيضاً إن ما يملكه السيد ( فخري كريم ) من أموال منقولة وغير منقولة هي بالأساس تعود ملكيتها للحزب الشيوعي العراقي، جمعت من خلال ( تبرعات واشتراكات ) رفاق وأصدقاء الحزب ومبيعات أدبياته حيث استولى عليها وصادرها بدون وجه حق في وقت كان فيه الحزب بأمس الحاجة إلى الأموال والى توحيد صفوفه ورص وحدته ومساعدة عوائل شهدائه...الخ.
إذا ( أراد – حاول ) السيد ( فخري ) أن ينفي أو يكذب مثل هذا الادعاء، عليه أن يعرض أو يعلن عن كشوفات رسمية مفصلة عن أملاك وأموال الحزب من ( عقارات ونقد ومؤسسات تجارية أخرى) في حسابات ( المصارف – البنوك ) الرسمية في الخارج، وخلال الأعوام ( 1978 – 2003 ) على أن يتم عرضها على الشيوعيين العراقيين ولعموم الناس، وأمام لجنة متخصصة من الرفاق ذوي الاختصاص... ولا يكرر ما قاله سابقاً من تبريرات وادعاءات كاذبة وعارية تماماً عن الصحة.