حكايات فلاحية: قف... إلى اليمين در...عادة ً سر
أبو سارة*
تكمن الحكمة الشعبية في بيت الشعر التالي :
إذا كنتَ ذا رأي، فكن ذا عزيمة فإن من فساد الرأي أن تترددا!
***
وتقول حكمة ثانية: شر البلية ما يضحك! وثالثة: خذ فالها من أطفالها!
الحالة التي نحن فيها ( حالة حزبنا الشيوعي العراقي ) ينطبق عليها تماما ما قاله الملا عبود الكرخي:
أبو كَروه الغبي الخايـب يريد يصير لي نايب
بومة بين الخرايـــــــب ست فلوس ما يسوى
***
نشرعلى موقع ( طريق الشعب - للحزب الشيوعي العراقي – شيوعيي الأحتلال ) بتاريخ 12 / 5 / 2010 خبراً مدعماً بالصور وتحت عنوان : " كوكبة جديدة في المحلية العمالية يمنحون شرف عضوية الحزب :
نظمت المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي احتفالية بهيجة بمناسبة منح كوكبة جديدة من مناضلي الحزب شرف العضوية على قاعة الشهيد سعدون في مقر الحزب بالاندلس في مدينة بغداد.
حضر الاحتفالية الرفيقان عزت أبو التمن ورائد فهمي عضوا المكتب السياسي للحزب ، وفي بداية الحفل القى الرفيق صبحي المشهداني كلمة المحلية العمالية جاء فيها " تحتفل المحلية العمالية في حزبنا الشيوعي العراقي هذا اليوم بمنح كوكبة جديدة من مناضلي الحزب شرف العضوية بعد ان انتموا بقناعة وضمير وطني إلى صفوف حزبنا "... وأشار إلى أن عضوية الحزب هي " تأكيد على روحية في التجديد ومواصلة العطاء في بناء حزب جماهيري قادر على مواجهة التحديات التي يمر بها وطننا وشعبنا " .
وأضاف المشهداني إلى أن المهمات التي تنتظر الرفاق الجدد " كبيرة، حزبياً، ووطنياً تتجسد في التواجد الفاعل في مقدمة صفوف شعبنا من اجل الدفاع عن سيادة وطننا ووحدته وبناء المؤسسات الوطنية القادرة على بسط سلطة القانون والدستور بعيداً عن المحاصصات القومية والدينية والطائفية وفق برنامج وطني حقيقي يخدم مسيرة شعبنا ويضمن حياته ومستقبله " .
وهنأ الرفيق صبحي المشهداني الرفاق بمنحهم شرف عضوية الحزب، وبأختيارهم الطريق الصحيح .. طريق الامل والعمل .. طريق الوفاء لبناة الحزب الاوائل ولكل قادته ومناضليه الذين وهبوا حياتهم دفاعاً عن الحزب والشعب فهد ، سلام عادل ، العبلي وغيرهم من الشهداء الخالدين . فأنهارت انظمة الاستبداد والدكتاتورية وبقي حزبنا راية خفاقة عالية في سماء وطننا من اجل بناء وطن حر وشعب سعيد" .
بعد ذلك قدم الشاعر رائد الاسدي والفنان محمد الهوى قصائد بالمناسبة مع عزف على العود ومجموعة من الاغاني الوطنية التي تغنت بالعراق والعراقيين واغان اخرى متنوعة شارك فيها جمهور الحاضرين .
قدم عدد من الرفيقات و الرفاق القدامى والشباب مداخلات حول " كيف أصبحت شيوعياً " و " لماذا أصبحت شيوعياً " ساهم فيها الرفيق رائد فهمي بمداخلة حول احداث تعرض لها في حياته الحزبية عام 1969 وتطرق الى اهم الاحداث السياسية التي يمر بها وطننا في هذه المرحلة ودور وموقف الشيوعيين منها ، وما على الشيوعيين الشباب من مهام تؤكد وطنيتهم ومبدئيتهم ومساهمتهم في بناء الوطن.".
يذكر الكاتب ( ضياء حميو ) على الحوار المتمدن - العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 تحت عنوان : ( نقد الحزب الشيوعي العراقي ) عدداً من النقاط التي يراها مناسبة لتفعيل النشاط الحزبي والتي منها كما يقول:-
" سادسا - مقارنة الأرقام بين المصوتين وأعضاء الحزب في المنظمات المختلفة طبقا للأرقام التي دونها مراقبو الحزب في المحطات الانتخابية المختلفة ، لفرز وتحديد أعداد وهمية كبيرة من النفعيين ممن انضموا أو ضُموا للحزب كأسماء فقط ليس لها وجود،واستبعادها ومن تستر عليها .
سابعا – وضع شروط صارمة يتم تفعيلها للترشيح ونيل عضوية الحزب.
ثامنا – التشديد على إيلاء أهمية مميزة لمحاضر الجلسات وللرسائل الفردية التي تصل إلى المحليات كونها مرآة هيكلية التنظيم،والرد عليها ليشكل الأخير حافزا لكاتبها للعمل والمبادرة وانه غير مهمل.
تاسعا – إعادة تقييم ايجابيات وسلبيات وجود مقرات للحزب في المناطق المختلفة وفقا لنشاطها الجماهيري وفعاليتها، وتبعاتها المادية ،واكتفائها الذاتي.".
ما ورد أعلاه، يذكرنا بالتدريبات العسكرية سواء كنا في خدمة فعلية ( إلزامية ) أو خدمة ( تطوعية ) في الجيش وخصوصاً أولئك الذين يلتحقون بالكليات العسكرية حيث يتم تقسيم المتطوعين إلى ( دفعات ) وبأسماء مختلفة... ولم نسمع من قبل عن تخريج " كوكبة حزبية " بحضور مكثف وعلني في العمل الحزبي ( التنظيمي ) لا في الحزب الشيوعي العراقي، ولا في غيره من أحزاب عموم الحركة الشيوعية، وما يجري ما هو إلا عملية عرض عضلات فاشلة وقاتلة، فيها نوع من المكابرة المخزية، وحتى الحزب الذي يتولى السلطة أو عنده حضور واسع في البرلمان العراقي أو البرلمانات الأخرى، لا يلجأ إلى مثل هذه الأساليب غير المجدية في العمل التنظيمي الحزبي، والسؤال هو:
لماذا هذا الاستهتار بالقيم والقواعد التنظيمية الحزبية بهذه الدرجة من قبل هذه القيادة وما جدواها حاضراً ومستقبلاً!؟... وبدلا من تنظيم وأعداد دورات حزبية تثقيفية هادفة ومسؤولة فقد تحولت مقرات الحزب إلى ما يشبه الثكنات العسكرية أو مراكز تدريب فارغة ومهجورة، علماً إن هذه الأمور ليست المرّة الأولى... وعلى ما يبدو أن هذه القيادة عازمة بمخطط مدروس على إنهاء دور حزبنا الشيوعي العراقي في كشف وخرق قواعد العمل الحزبي من خلال تسقيط أعضائه ومؤيديه ثم عزله وأبعاد الجماهير عنه وهي تسير على مبدأ ( ألمبلل ما يخاف من المطر- والمبلل هنا هو: العميل، أي العمالة للاجنبي، وما ارتكبته هذه القيادة من أخطاء وخطايا جسيمة في مجالات الحياة السياسية سواء كانت وطنية أم حزبية ومن خلال الصور التي شكلت لوحة متكاملة من نشاطها المشبوه...يتساءل البعض من الرفاق : لماذا لم نجد أحداً من أولاد هؤلاء المسؤولين ( أناثا أو ذكورا ) بين هؤلاء من أولاد الكادحين والفقراء من العمال والفلاحين، الذين يكونون أكثر عرضة للمخاطر أو يتعرضون بسهولة للملاحقة والمطاردة والتصفيات والقتل أو يتعذر عليهم الحصول على مصادر الرزق كمجالات العمل والتعيين في مؤسسات الدولة...الخ!؟ لمجرد أن يكون ( فهمي ) أو ( أبو التمن ) أو ( صبحي ) أو ( سكرتير اللجنة المركزية ) القيادة المنحرفة " وكلاء " في مؤسسات حكومات الاحتلال الأمريكي.
ورفيق آخر يقول: ... قسماً بالله إن هذه القيادة لا تربطها أية علاقة بالحزب الشيوعي العراقي لا من الناحية المبدئية ولا من الناحية الوطنية، بل إنها تتاجر فقط بدماء وأرواح الرفاق وأصدقاء الحزب لعجزها من جهة ولإثبات عمالتها للمحتل الأمريكي من جهة أخرى، وكل ما تسعى إليه هو:
خلط الأوراق وأشغال الشيوعيين الوطنيين بأمور ثانوية وأبعادهم عن دورهم الحقيقي في ترتيب أوضاعهم العامة ( الوطنية والحزبية )... ومن تخادم مع الإمبريالية الأمريكية ( أفراداً أو جماعة ) وتحالف مع أعداء الشعب العراقي من القوى الطائفية والعنصرية والظلامية، مشهوداً بمساهماته الفعلية بإباحة وانتهاك حرمة سيادة العراق والتفريط بحقوقه، لا يكون الجواب على هذا النهج من جانب الشعب المكافح والمناضلين الشيوعيين الحقيقيين، سوى الخزي والعار...الخ.
مشيجيخة: الكثير من الرفاق والأصدقاء قد أشاروا في نهاية تموز 2010 ألى أن مقرات الحزب الشيوعي العراقي في بغداد والمحافظات الأخرى قد أصبحت مكشوفة ومعرضة للتفجيرات أو القصف سواء من قبل المليشيات الحاكمة بسبب الخلافات العقائدية أو من قبل المقاومة الوطنية العراقية بسبب عمالة القيادة الحالية للحزب للمحتل الأمريكي...!
ياترى من يتحمل مسؤولية هذا التردي في سمعة وتشويه تاريخ حزبنا النضالي والوطني... أهو سكرتير اللجنة المركزية للحزب ( حميد مجيد موسى ) أم أتباعه من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الموظفين لدى حكومات الأحتلال الأمريكي!!
مربط الفرس: ربما نسمع من هذه القيادة في الأشهر القادمة، ( وبدون استغراب طبعاً ) عن الإعلان التالي: تدعو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( شيوعيو الاحتلال ) من المرشحين والأعضاء، الراغبين بالتطوع في ( سلك أنصار الاحتلال الأمريكي ) بصفة، مترجم أو مستخدم بعقد مؤقت:-
أ- دليل سياحة.
ب- مختص بالآثار.
ج- دليل مواقع سيادية...الخ )، ممن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة التالية :
1- من سبق له العمل في مؤسسات النظام السابق وأجهزته الأمنية والأستخباراتية بصفة ( مخبر سري ). وألتحق بصفوف الحزب الشيوعي العراقي.
2- من أيد ويؤيد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق وله خبرة في مؤسساته مثل : ( مترجم، وكيل، كاتب - صحفي ...الخ ) .
3- من ساهم ولو بالحد لأدنى في أعمال السلب والنهب والسرقة واختلاس المال العام ( داخل وخارج العراق )...على الراغبين مراجعة مقر الحزب في مدينة ( بغداد - الأندلس )، تقديم طلباتهم مرفقة بصورتين ملونتين قياس( 3×4 ) مع تعهد خطي ونبذة عن حياة المتطوع من قبل اللجنة المحلية المختصة لضمان التقاعد الأنصاري لاحقاً. ...الأفضلية في القبول ستكون لأولاد أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي والمقيمين في الخارج!!
ملاحظة: ينتهي تقديم الطلبات نهاية الدوام الرسمي ليوم ... / / 2010
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
( شيوعيو الاحتلال )
*كاتب ومحلل سياسي عراقي